الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية منصف بن مراد يكتب: الباجي وابنه حافظ يفتحان بـاب الســلــطـة للـنـهـضة!!

نشر في  21 أكتوبر 2015  (11:23)

عندما انتخب تونسيّون وتونسيّات حزب نداء تونس ثمّ الباجي قايد السبسي،كانوا يعتقدون انّ الفوز في الانتخابات سيسمح بالاقلاع الاقتصادي ووضع استراتيجيّة فعّالة للانتصار على الارهاب والاهتمام بالولايات المقصاة وارساء اعلام حرّ وقضاء مستقل، علما انّ كل خطب الباجي وقيادات ندائيّة لم تتضمّن ـ أبدا ـ تحالفا مع حزب النهضة.. لقد بدا النداء والباجي بمواقفهما وكأنّهما سدّ ضدّ أيّ مشاركة لحزب ديني في السلطة، لكن تحت ضغط الأمريكان الذين ساندوا الاسلام السياسي وسوء تحليل الباجي، وقع الاتفاق على تعيين رئيس حكومة ووزير دفاع ووزير عدل ووزير داخلية ذوي علاقات طبيعيّة  مع النهضة.. وهكذا أصبحت تونس محكومة بالنهضة والنداء معا،  وقد نجح السيد راشد الغنوشي في خياراته وتكتيكه وبذلك تخلّى عن النداء عدد هام من ناخبيه وصارت للنّهضة كلمتها المسموعة في القضايا المصيرية، بل انّنا رأينا السيد الحبيب الصيد يزور مقرّها لكسب ودّ أصحاب القرار فيها.. انّ المحللين على يقين من انّ حكومة النداء فشلت على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي وفي المقابل حقّقت بعض النّجاحات على الصعيد الأمني، علما انّ تونس كانت تحتاج الى حكومة حرب!

اضافة الى اخفاق حزب نداء تونس على أغلب الأصعدة،  برزت بعض المؤشرات التي تنبئ بمحاولات لحزب النهضة من أجل ربط علاقات مودة ومصالح مع ابن رئيس الجمهورية حافظ تفضي الى اعداد مخطّط استراتيجي يضمن حكما «تشاركيا» بين الحزبين وان أدّى ذلك الى انقسام الحزب واضعافه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة..
وللتاريخ فعند التقاء بعض الاعلاميين بالرئيس الباجي ـ وكنت من ضمنهم ـ طرح موضوع مآدب العشاء التي جمعت ابنه حافظ قايد السبسي بالمسؤول في النهضة السيد الفرجاني، فأجاب بالحرف الواحد بعد تفكير وصمت «كلمت حافظ وقتلو يزي»<.. وفي هذا السياق أكد له بعض الحاضرين في هذا اللقاء انّ حزب النهضة يهدف إلى إضعاف النداء وربما احداث شروخ في صلبه حتى تخلو له الطريق في الانتخابات القادمة لكنه لم يجب بوضوح قبل ان يتواصل الخوض في مواضيع أخرى..

وبكلّ صراحة وتجرّد ودون ايّ عداء لحزب النهضة الذي أختلف معه لأنه حزب ديني أثبت عدم كفاءته في تصريف شؤون البلاد في عهد الترويكا، فانّ الانقسامات داخل نداء تونس سينتفع بها حزب السيد راشد الغنوشي بما انّ حافظ قايد السبسي الذي يفتقر لأيّ خبرة سياسية يعمل ـ عن قصد أو دونه ـ على تقسيم النداء، كلّ ذلك  والباجي يتفرج ويدعوه الى مرافقته الىسوسة بعد العمليّة الارهابيّة، وذلك دون ايّ مبرر سياسي بما أنه في نشاط رسمي، قبل أن يسمح له بأن يحضرمعه نهائي كأس تونس في كرة القدم ويسمح لمستشاريه الثلاثة رضا بلحاج وسعيدة قراش وفراس قفراش بالمشاركة في اجتماع عقد بجربة وكأنّه يشجّع بذلك ابنه!.. ثم استمعنا للوزير المستشار في رئاسة الجمهورية رضا بلحاج يدعو على أمواج «راديو ماد» إلى استقالة السيد محمد الناصر رئيس الحزب! .. مسكينة تونس.. لقد دعّم السيد الباجي ابنه «الجاهل سياسيا» بينما كان السيد راشد الغنوشي في منتهى الدّهاء فلم يعين ابنه معاذ ضمن كبار مسؤولي حزبه!

انّ مصيبة الحكّام العرب المعاصرين تكمن جزئيّا في محاولة توريثهم السلطة لأبنائهم ولنتذكّر ما كان يفعله أبناء صدام، ومبارك والقذافي أو حتى عائلة بشار وماذا كان مصيرهم!
انّه من حقّنا أن نتساءل لماذا التقى حافظ قايد السبسي بالرئيس التركي أوردوغان الراعي الرسمي للحركات الاسلاميّة وداعم  المتشدّدين والدواعش في سوريا؟! فمن برمج له هذا اللقاء ولماذا؟ هل أصبح حافظ ـ بين عشية وضحاها ـ سياسيا عبقريا له خبرة عقود حتى يتحادث مع أوردوغان؟ هذه مصيبة لم يتناولها الاعلام التونسي بما فيه الكفاية! وما هي فحوى اللقاء وما هي النصائح التركية لنجل الرئيس؟ مسكينة تونس، والباجي يعلم ويشاهد ولا يحرّك أيّ ساكن وهو بصمته هذا يشجّع ابنه المدلّل!
على صعيد آخر، أين مشروع نداء تونس وأين رجالاتها، فهم مطالبون بانهاء هذه المهازل السياسيّة الخطيرة على البلاد! لو زار ابن الباجي متحف «تبكابي» او حضر مقابلة كرة قدم بين «قلعة السرايا» و«بيشكتاس» لتفهمنا ذلك، لكن أن يلتقي برئيس أجنبي مساند للحركات الدينية المتشدّدة فهذا ما لا يمكن السّكوت عليه.. ولنأت الى مؤيدي ابن الرئيس فهناك فريق من رئاسة الجمهورية وهناك رجال أعمال لا يهمّهم نمط المجتمع والحداثة وحقوق الانسان بل كلّ همّهم هو المحافظة على مصالحهم مهما كان «حاكم» البلاد؟، ثم هناك «قياديون» في الحزب لم يظفروا بحقائب وزارية وهم في انتظار تشكيل حكومة جديدة حتى يأخذوا نصيبهم من الغنيمة،  وهناك رجالات «عمايل» يريدون التأثير على القرارات السياسيّة والتعيينات دفاعا عن مصالح أصدقائهم الليبيين او عن شاحنات التهريب في الجنوب،  كما أنّ هناك قوى خارجيّة تريد تقسيم النداء خدمة للنهضة وهناك ايضا مدير لقناة تلفزيّة يناصر الدستوريين والعائلة الدستورية والأصالة والتفتّح وهو لا يفقه في السياسة... كل ذلك سيؤدي الى انقسام نداء تونس أو الى ظهور توازنات جديدة لفائدة ابن الباجي..

انّ صمت الرئيس ومبادرات ابنه والحسابات الخاصّة ستضرّ بهذا الحزب وستقلّص ـ حتما ـ شعبيّته في الاستحقاقات الانتخابيّة القادمة لأنّ عدم الوعي بمصالح تونس اصبح القاسم المشترك لمجموعة همّها الوحيد هو الكرسي واقتسام المناصب والمسؤوليات مع النهضة!
انّ دور الباجي أصبح اليوم سلبيا جدّا على جميع المستويات لأنّه يشجّع ابنه وأصدقاء ابنه ولو أدّى ذلك الى تقسيم حزب نداء تونس وإلى فوز النهضة في الانتخابات المقبلة.
في الختام نستغرب موقف المستشار رضا بلحاج الذي أهان السيد محمد الناصر وكأنّه تلميذ في الأساسي.. مسكينة تونس.